ماتيا كالدارا يعتزل كرة القدم في سن 31: صراع مع الإصابات والصحة النفسية

ماتيا كالدارا يودع الملاعب: نهاية مبكرة لمسيرة واعدة
أعلن ماتيا كالدارا، المدافع الإيطالي السابق لأندية كبرى مثل أتالانتا وميلان، اعتزاله كرة القدم الاحترافية عن عمر يناهز 31 عامًا. يأتي هذا القرار الصعب بعد صراع طويل ومرير مع الإصابات الخطيرة، بالإضافة إلى معركة شاقة مع صحته النفسية. مسيرة كالدارا، التي كانت واعدة في بدايتها، وجدت نهايتها المبكرة بسبب تحديات جسدية ونفسية لم يتمكن من التغلب عليها.
مسيرة حافلة بالإصابات: من أتالانتا إلى ميلان
خاض كالدارا 199 مباراة تنافسية طوال مسيرته، كان الجزء الأكبر منها بقميص أتالانتا، حيث برز كأحد المواهب الدفاعية الواعدة في الدوري الإيطالي. في يناير 2017، استحوذ عليه يوفنتوس مقابل 15 مليون يورو، قبل أن تتم إعارته مرة أخرى إلى أتالانتا. لاحقًا، انتقل إلى ميلان في صفقة بلغت قيمتها 35 مليون يورو، كجزء من صفقة تبادل شهدت عودة ليوناردو بونوتشي إلى يوفنتوس.
على الرغم من إمكانياته الكبيرة، لم يتمكن كالدارا من تحقيق الاستقرار في الأندية الكبرى بسبب توالي الإصابات التي أعاقت تقدمه وحرمته من الظهور بالمستوى المأمول.
الجسد يخونني: تحذير طبي ينهي الحلم
أكد كالدارا، الذي مثل المنتخب الإيطالي مرتين، في رسالة مفتوحة وطويلة، أنه أُجبر على الاعتزال المبكر نتيجة للإصابات التي تعرض لها طوال مسيرته. كشف عن تحذير تلقاه من أخصائي في يوليو الماضي يفيد بأنه لم يعد لديه أي غضروف في كاحله، وأنه قد يحتاج إلى قدم اصطناعية إذا حاول الاستمرار في اللعب.
«كرة القدم العزيزة، أودعك، لقد قررت التوقف»، كتب كالدارا في رسالته المؤثرة التي نشرها يوم السبت. «لم يكن قرارًا سهلاً. ولا كتابة هذه الكلمات. أستمر في إعادة قراءة هذه الكلمات. ربما تكون هذه طريقة لتقبل الأمر أكثر قليلًا».
«لقد وجدت بعض السلام الآن، لكن الأمر استغرق مني بعض الوقت لاتخاذ هذا القرار. كل شيء بدأ في يوليو بعد زيارة لأخصائي: ‘ماتيا، لم يعد لديك أي غضروف في كاحلك. إذا استمررت، سيتعين علينا وضع طرف اصطناعي لك في غضون سنوات قليلة’. جسدي خانني. هذه المرة، ربما بشكل نهائي».
معركة الصحة النفسية: صراع خفي يكسر اللاعبين
تحدث كالدارا أيضًا بصراحة عن معاركه مع صحته النفسية، والتي كانت نتيجة مباشرة للإصابات الخطيرة التي عانى منها طوال مسيرته الكروية. يسلط كلامه الضوء على جانب غالبًا ما يتم تجاهله في عالم الرياضة الاحترافية.
«المرض العقلي ليس من السهل شرحه بالكلمات. حتى تختبره، لا تعرف عن مظهره أو آثاره. إنه غير مرئي، لكن يمكن أن يسحقك. لا تراه دائمًا من الخارج، ترى العواقب فقط. وفي هذا الصمت المطبق، فإنه…»
تؤكد تصريحات كالدارا على أهمية الدعم النفسي للرياضيين الذين يواجهون تحديات جسدية ونفسية قد تدمر مسيرتهم وحياتهم. يمكن متابعة المزيد من أخبار كرة القدم العالمية وأخبار اللاعبين عبر موقعنا.
رسالة وداع مؤثرة: السلام بعد القرار الصعب
على الرغم من الحزن الذي يلف قراره، يبدو أن كالدارا قد وجد بعض السلام الداخلي بعد اتخاذ هذا الخيار الصعب. رسالته تعكس نضجًا وشجاعة في مواجهة الواقع المرير والاعتراف بأن الجسد قد وصل إلى حدوده القصوى. نتمنى لماتيا كالدارا كل التوفيق في مسيرته القادمة بعد كرة القدم.